وصال في وجه الفراق
الجمعة 26 يونيو 2009 - 10:24
أخيرا وجدت نفسي بطل هذه الأبيات الشعرية التي نظمها نزار قباني " أكرهها، وأشتهي وصلها "، لكن بهذه الصيغة " تكرهني، وتشتهي وصلي".
ارتديت معطفي الجديد ، وأنا واقف أمام المرآة أمشط شعيرات صمدت في وجه عواصف الحرمان ، وكلي أمل وشوق يطيران بي وبوجداني إلى عوالم أخرى تنسيني حماقة ما أنا فيه من بيع الرمل بالذهب ، والياقوت بالفحم ، لا أميز حينئذ بين صحوتي وغفلتي ، كلما في الأمر أنني ذاهب للقاء قلبي ولا أدري عنه شيئا ، وأعدد مناقب الفقيد كما الباكي الراثي أمام الأطلال.
مقتبس من مدونة عبد الله المعتوقي
أتزين للقاء وفي ذاكرتي شريط قديم يعبق بالحنان والدفء الذي افتقدتهما فجأة ، فأسهو عن قصد وغير قصد حكايات زماني ، وما آلت إليه أحوالي ، لكن في هذه اللحظة التي أقف فيها مودعا حاضري لأسافر إلى ماض بعيد ما أحلى ذكراه ،لكن بالسرعة التي يختفي فيها البخار على المرآة حين ينفخ عليها ، تختفي تلك السعادة إلى إشعار آخر ، فكأنها النافخ ، وكأني المرآة ، ووصالها ذلك البخار السريع الاختفاء.
فمنذ زمن بعيد ، وأنا احتمي وراء لقاءات جافة لا طائل من ورائها ، سوى كمد الجراحات فقط ، فكلما اشتدت نار وجد قديم في كبدي ، نار تنبعث في قلبي الجديد لجأت إليه ، فقد رسم ونقش عليه غرام ماض ، لكنه لازال حاضرا شاخصا أمامي كالظل لا يفارقني ، رغم يقيني أن من شغفت بحبها تكرهني.
التي تكرهني وتشتهي وصالي ، هي الأخرى أحبتني فيما مضى ، وتكرهني ، ولا زالت تحبني رغما عن أنفها ، وهذا سر وصالها لي ، أما كرهها لي فيذهب بها كل مذهب بعدما تأكدت أن علاقتها معي من ضروب المستحيل للظروف التي لا ترحم ، وبدورها تكمد جراحاتها كما أنا بذاك الوصال الغريب ، وتزيد عليه بطبخها لسم في كل علاقة تنسجها مع ضحية يقصد قلبها ، فلن تسقي قلبه إلا من المهل بيس الشراب وساءت مرتفقا.
والأغرب في هذا وذاك هو يقيني بالفراق الممزوج بالأماني المعسولة، وإصرارها على الوصال الخالي من الصبابة والأشواق، وهكذا تقتل الحب ألف مرة في اليوم وتحييه مرة واحدة، ذنبها الوحيد هو امتلاكها لقلب علم غيرها الحب والإخلاص، وعلمها هي الحب والخيانة.
ارتديت معطفي الجديد ، وأنا واقف أمام المرآة أمشط شعيرات صمدت في وجه عواصف الحرمان ، وكلي أمل وشوق يطيران بي وبوجداني إلى عوالم أخرى تنسيني حماقة ما أنا فيه من بيع الرمل بالذهب ، والياقوت بالفحم ، لا أميز حينئذ بين صحوتي وغفلتي ، كلما في الأمر أنني ذاهب للقاء قلبي ولا أدري عنه شيئا ، وأعدد مناقب الفقيد كما الباكي الراثي أمام الأطلال.
مقتبس من مدونة عبد الله المعتوقي
أتزين للقاء وفي ذاكرتي شريط قديم يعبق بالحنان والدفء الذي افتقدتهما فجأة ، فأسهو عن قصد وغير قصد حكايات زماني ، وما آلت إليه أحوالي ، لكن في هذه اللحظة التي أقف فيها مودعا حاضري لأسافر إلى ماض بعيد ما أحلى ذكراه ،لكن بالسرعة التي يختفي فيها البخار على المرآة حين ينفخ عليها ، تختفي تلك السعادة إلى إشعار آخر ، فكأنها النافخ ، وكأني المرآة ، ووصالها ذلك البخار السريع الاختفاء.
فمنذ زمن بعيد ، وأنا احتمي وراء لقاءات جافة لا طائل من ورائها ، سوى كمد الجراحات فقط ، فكلما اشتدت نار وجد قديم في كبدي ، نار تنبعث في قلبي الجديد لجأت إليه ، فقد رسم ونقش عليه غرام ماض ، لكنه لازال حاضرا شاخصا أمامي كالظل لا يفارقني ، رغم يقيني أن من شغفت بحبها تكرهني.
التي تكرهني وتشتهي وصالي ، هي الأخرى أحبتني فيما مضى ، وتكرهني ، ولا زالت تحبني رغما عن أنفها ، وهذا سر وصالها لي ، أما كرهها لي فيذهب بها كل مذهب بعدما تأكدت أن علاقتها معي من ضروب المستحيل للظروف التي لا ترحم ، وبدورها تكمد جراحاتها كما أنا بذاك الوصال الغريب ، وتزيد عليه بطبخها لسم في كل علاقة تنسجها مع ضحية يقصد قلبها ، فلن تسقي قلبه إلا من المهل بيس الشراب وساءت مرتفقا.
والأغرب في هذا وذاك هو يقيني بالفراق الممزوج بالأماني المعسولة، وإصرارها على الوصال الخالي من الصبابة والأشواق، وهكذا تقتل الحب ألف مرة في اليوم وتحييه مرة واحدة، ذنبها الوحيد هو امتلاكها لقلب علم غيرها الحب والإخلاص، وعلمها هي الحب والخيانة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى